خمس أفكار لمشاريع الريادة الاجتماعية للشباب
تعرّف ريادة الأعمال على أنها عملية تحديد مشروع تجاري معيّن والبدء بالعمل لبنائه بهدف تحقيق ربح مالي من ورائه. ويُطلق عليها أحيانًا اسم الاعتمار نظرًا لأنّ من أهمّ أهداف ريادة الأعمال إعمار الدول والنهوض بها. لكن، ما لا يعلمه الكثيرون، هو أنّ ريادة الأعمال لا تكون دائمًا في الأعمال الربحية، بل يمكن القيام بها أيضًا في مجالات العمل المجتمعي.
ما هي إذن الريادة الاجتماعية؟ مالهدف منها وكيف يمكن للمرء أن يبدأ في هذا المجال؟
ببساطة الريادة الاجتماعية هي عملية إيجاد وتطبيق حلول مبتكرة لمشكلات وتحديات يواجهها المجتمع، ويكون الهدف منها في الغالب غير تجاري، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنّ هذه الحلول مقدّمة بشكل مجاني تمامًا. قد يعمل الرياديون الاجتماعيون لتحقيق أهداف مثل تحسين مستوى حياة الأفراد أو بناء الحوار بين المجموعات المختلفة.
وفي يومنا هذا زاد الاهتمام بفكرة الريادة الاجتماعية، فلم يعد الشباب في الأردن والعالم العربي مقبلين على التطوع وحسب، بل إنّهم بدأوا بالسعي لإنشاء مشاريعهم الخاصة بهدف إيجاد حلول للتحديات التي تواجههم وتواجه من حولهم، ومع إمكانية الحصول على دعم مادي لتنفيذ أفكارك على أرض الواقع، أصبح بإمكانك المساهمة في التنمية والتقدم المجتمعي بشكل فعال.
إذا كنت مهتمًا بهذا المجال وتبحث عن أفكار للبدء بمشروع ريادي ذو تأثير مجتمعي، نقترح عليك النظر في المجالات التالية:
1- الابتكار للاجئين
تواجه المجموعات التي اضطرت لترك بلدانها بسبب الحروب والنزاعات المسلحة العديد من التحديات، منها صعوبة الحصول على فرص التدريب والتعليم المناسبة، بالإضافة إلى التأقلم مع الحياة في بلد اللجوء. هذه التحديات تمثل فرصًا لتطوير حلول مبتكرة لمساعدة هذه المجتمعات، خاصة بمشاركة الشباب والأفراد من المجتمعات المحلية.
اقرأالمزيد عن فرص العمل المتاحة للسوريين في الأردن
2- التعليم
تعتبر مرحلة الدراسة، سواء المدرسية أم الجامعية فترة تؤثر بشكل مباشر على مستقبل الطالب. قد يبدو أن الطالب لا يحمل همًا سوى دراسته، لكن الحقيقة أن أعدادًا كبيرة من الطلاب يواجهون صعوبات في توفير الكتب، إيجاد فرص التدريب المناسبة والدعم الدراسي، إلى جانب تكاليف المواصلات والرسوم الدراسية. إذا كنت طالبًا، تحدّث إلى المسؤولين في مدرستك، جامعتك أو كليتك عن المبادرة التي ترغب بقيامها، وحاول شرح أهميتها وتأثيرها على باقي الطلاب. قبل القيام بذلك، تأكد من استشارتك للطلاب أنفسهم لفهم حاجاتهم بأفضل صورة.
تعرّف على أهم فرص التعليم المتاحة للسوريين في الأردن
3- تمكين الشباب
هل تملك مهارات يمكنك تعليمها للآخرين؟ هل حصلت على فرص مميزة سابقا، مثل المنح الدراسية أو التمويل لمشروعك؟ يمكنك ابتكار برامج التدريب للقياديين الشباب والموهوبين، وتمكين أعداد أكبر لكي يصبحوا مؤهلين لمساعدة غيرهم وتطوير حلول مجتمعية بأنفسهم.
4- اللغات
تعد مهارات التواصل وإتقان اللغات من أهم المواصفات التي يبحث عنها أصحاب العمل، حيث أنّها تفتح لمتقنيها آفاقًا واسعة وفرصًا عديدة، مثل برامج التبادل الثقافي والمنح الدراسية. لذا فمن الأفكار الريادية التي يمكن تطبيقها، عملية التشبيك بين متحدثي لغة معينة والراغبين في تعلمها، أو الربط بين متحدثي لغتين يهتم كل منهما بتعلم لغة الآخر. ومع الأعداد الكبيرة للطلاب الأجانب الذين يدرسون في الأردن والمنطقة العربية، يمكنك إيجاد العديد من المتحدثين باللغات الأجنبية المختلفة والمهتمين بالتعرّف على أشخاص من المجتمع المحلي في نفس الوقت.
اقرأ المزيد: كيف أتعلم اللغة الإنجليزية وأيّ لغة أخرى بأسرع وقت وأقل جهد
5- البيئة
يشهد العالم العربي تطورًا ملحوظًا في مشاريع الريادة الاجتماعية التي تهدف إلى حماية البيئة ورفع مستوى وعي الأفراد بالممارسات الضارة بها بدءًا من بنوك الطعام إلى مبادرات التدوير وغيرها. يعتبر هذا المجال من أحدث الفرص في الحصول على التمويل فيه خاصة من المنظمات العالمية، لقلة الحلول الشبابية المستدامة في الدول النامية. وهنا لابدّ من التنويه أنه ولزيادة فرصك في الحصول على دعم لمشروعك في مجال البيئة، حاول تقديم حلول طويلة الأمد للمشاكل البيئية التي تمس مجتمعك، والتي يمكن تطبيقها على المجتمعات المحلية الأخرى حول العالم.
تعرّف على أهم المنح المالية وفرص التمويل التي يتمّ نشرها على موقع فرصة
* تم كتابة هذا المقال بدعم من أكاديمية دويتشه فيله