هل أسلوب دراستك يؤثر على درجاتك؟ اكتشف العلاقة!
هل تساءلت يومًا لماذا يحصل بعض الطُلَّاب بسهولة على درجات عالية في الامتحانات بينما يواجه آخرون صعوبةً في ذلك مع أنَّهم يدرسون بنفس القدر أو رُبَّما حتى بجهدٍ أكبر؟ قد لا يتعلق الأمر بكميَّة الدراسة بقدر ما يتعلَّف بكيفيَّة الدراسة!
جميعنا نتعلَّم بطرق مختلفة. بعضنا يحتاج إلى صور توضيحيَّة لفهم الأمور، والبعض الآخر يُفضِّل الاستماع إلى الشرح، والبعض الآخر يحفظ المعلومات بشكلٍ أفضل من خلال التطبيق العملي. تُعرف هذه التفضيلات الفرديَّة بأساليب الدراسة، ويُمكن أن يكون لها تأثير كبير على مدى فهمك وتذكُّرك لما تتعلَّمه.
ولكن إليك المشكلة! مُعظم الطُلَّاب لا يخصصون الوقت الكافي لاكتشاف أسلوب دراستهم الشخصي، وبالتالي ينتهي بهم الأمر بتقليد أساليب الآخرين أو استخدام أقلام التحديد بكثرة أو إعادة قراءة الملاحظات، ليشعروا بالإحباط عندما لا يناسبهم ذلك. وهنا يأتي دور هذا المقال.
في هذا المقال، سنشرح أساليب الدراسة المُختلفة، ونستكشف أكثرها شيوعًا، ونتعمَّق في الدراسات العلميَّة حول ما إذا كان أسلوبك الدراسي يُؤثِّر على أدائك الأكاديمي أم لا. كما سنتحدَّث أيضًا عن كيف يؤثَّر أسلوب دراستك على درجاتك، والأهم من ذلك، كيفيَّة اكتشاف أسلوب دراسي يناسبك!
اقرأ أيضًا: 7 تطبيقات يحتاجها كل طالب خلال فترة الامتحانات
غذاء العقل هو المعرفة والتعلُّم اكتسب معرفة عامة عن الحياة واكتشف معلومات جديدة يوميًا من خلال مقالات مميزة وممتعة. اقرأ مقالاتنا عن الثقافة العامة الآن
ما المقصود بأسلوب الدراسة؟
يُشير أسلوب الدراسة إلى الطريقة الفريدة التي يستوعب بها كل شخص المعلومات أثناء التعلُّم. وكما تختلف شخصياتنا، تختلف أيضًا تفضيلاتنا في كيفيَّة دراسة المعلومات الجديدة وفهمها. على سبيل المثال، يستوعب بعض الناس المفاهيم بشكلٍ أفضل عند سماعها، بينما يستوعبها آخرون عند رؤيتها، بينما يُفضِّل آخرون التدريب العملي. وبالتالي، تُشكِّل هذه التفضيلات كيفيَّة تعامل الطلاب مع دراستهم، واستعداداتهم للامتحانات.
ولا يُعد أسلوب الدراسة مُجرَّد عادة، بل هو نمط يعكس كيفيَّة تعلُّم الشخص. على سبيل المثال، قد يُفضِّل طالب استخدام البطاقات التعليميَّة (المُتعلِّم البصري)، بينما قد يتذكَّر آخر الأشياء بشكلٍ أفضل من خلال المناقشات الجماعيَّة (المُتعلِّم السمعي أو الاجتماعي). وقد يُفضِّل شخص آخر المشي أثناء القراءة بصوت عالٍ، جامعًا بين الحركة والصوت (المُتعلِّم الحركي السمعي). هذه التفضيلات ليست عشوائيَّة، بلهي جزء من نظام المعالجة المعرفيَّة والحسيَّة لدى كلٍ منَّا.
ومن خلال إدراك أسلوب دراستك، يُمكنك اختيار أساليب دراسة تُناسب طريقة عمل دماغك على النحو الأمثل، مما بدوره سيُؤدي إلى تركيز أفضل، ثم في النهاية نتائج دراسيَّة أفضل.
اقرأ أيضًا: كيفية تحسين مهارات التواصل لديك: نصائح لبناء علاقات أفضل
ما هي أنواع أساليب الدراسة المُختلفة؟
عندما يتعلَّق الأمر بالتعلُّم، لا توجد طريقة واحدة تناسب الجميع. فكلٌّ منا يعالج المعلومات بطريقة مختلفة قليلاً، وهنا يأتي دور أساليب الدراسة. إنَّ فهم أسلوبك المُفضَّل يُمكن أن يُحدث نقلة نوعيَّة في كيفية استيعابك للمعلومات وأدائك الدراسي. دعونا نُفصّل أكثر أنواع أساليب الدراسة شيوعًا، مع الأخذ في الاعتبار أن معظم الناس يحملون مزيجًا من أكثر من أسلوب.
1. التعلُّم البصري
يُعالج المتعلمون البصريون المعلومات بشكلٍ أفضل من خلال الصور والرسوم البيانيَّة والألوان وكل ما يرى بالعين. فإذا كنت ممن يُفضِّلون المخططات البيانيَّة أو الخرائط الذهنيَّة، فمن المُرجّح أنك تنتمي إلى هذه الفئة. قد تجد أنَّه من الأسهل تذكُّر الأشياء إذا كُتبت بينما قد يكون من الصعب تذكرها إذا سمعتها فقط.
علامات على أنَّك مُتعلِّم بصري:
تُفضّل القراءة على الاستماع.
تُخطّط أو ترسم للحفاظ على تركيزك.
تذكر الوجوه أفضل من الأسماء.
2. التعلُّم السمعي
يسهُل على المُتعلِّمين السمعيين الاحتفاظ بالمعلومات عندما يسمعونها بصوتٍ عالٍ. لذا، يُمكن للمحاضرات، والبودكاست، والمناقشات الجماعيَّة، أو حتى مناقشة المفاهيم مع شخصٍ ما أن تساعد هؤلاء المتعلمين على فهم المادة بشكل أفضل. كما أن قراءة الملاحظات بصوت عالٍ أو استخدام تطبيقات قراءة النصوص ستكون مفيدة أيضًا.
علامات على أنَّك مُتعلِّم سمعي:
تتحدَّث إلى نفسك عند حل المشكلات.
تفهم بشكلٍ أفضل عندما يشرح لك أحدهم شيئًا ما بدلاً من قراءته من كتاب.
تلتقط بسهولة نبرة الصوت والإيقاع.
3. التعلُّم الحركي
يحتاج هؤلاء المتعلمون إلى القيام بأشياء بشكلٍ عملي ليتعلَّموها حقًا، حيث تُعد الحركة واللمس والتجارب العمليَّة أساسيَّة بالنسبة لهم، ويتذكَّرون بشكلٍ أفضل من خلال الفعل.
علامات تدل على أنك مُتعلِّم حركي:
لا يُمكنك الجلوس ساكنًا لفترة طويلة دون أن تشعر بالقلق.
تتعلَّم بشكلٍ أفضل من خلال المختبرات والتجارب أو لعب الأدوار.
تُفضِّل البدء بنفسك وتجربة الأشياء بدلًا من قراءة التعليمات أولًا.
4. التعلُّم بالقراءة والكتابة
غالبًا ما يتداخل هذا الأسلوب مع التعلُّم البصري، غير أنَّه يعتمد أكثر على الكلمات. يحب هؤلاء المُتعلِّمون القراءة والكتابة ويحتفظون بالمعلومات بشكلٍ أفضل عند التفاعل مع المحتوى المكتوب، سواء كان كتابًا تفصيليًا مُلخَّصات أو مُلاحظات.
علامات تدل على أنَّك مُتعلِّم بالقراءة/الكتابة:
تستمتع بكتابة المقالات والتقارير أو تدوين اليوميَّات.
تُفضِّل الشروحات الكتابيَّة المُفصَّلة.
تتذكر المعلومات بشكل أفضل بعد القراءة وتدوين ملاحظاتك الخاصَّة.
5. التعلُّم الاجتماعي والفردي
يتعلَّم بعض الناس بشكلٍ أفضل في مجموعات (المتعلمون الاجتماعيون)، بينما يركز آخرون بشكل أفضل عند الدراسة بمفردهم (المتعلمون المنفردون). وفي حين يزدهر النوع الأوَّل بالنقاش والتفاعل، يحتاج النوع الثاني إلى الهدوء والاختلاء بالنفس للتركيز. ولا يُمكن اعتبار أنَّ أحدهما أفضل من الآخر، فالأمر يتعلَّق فقط بمعرفة ما يناسبك.
وبغض النظر عن الأسلوب الخاص بك، فالأمر المهم الذي يجب تذكُّره هو أن معظمنا لسنا من نوع واحد بنسبة 100٪، فنحن عادةً مزيج من نوعين. قد تجد نفسك متعلمًا بصريًا حركيًا، أو ربما سمعيًا في اللغات، لكنك تُفضل أسلوب القراء/الكتابة في مادة التاريخ. هذا طبيعي تمامًا! الهدف ليس أن تُصنّف نفسك ضمن فئة معينة، بل استخدام هذه الأساليب كأدوات تُساعدك على الدراسة بذكاء والحصول على أعلى درجات مُمكنة.
اقرأ أيضًا: ما هي أهم المهارات التي تحتاجها لكسب المال وكيف تطورها؟
كيف تؤثر أساليب الدراسة على التعلُّم والذاكرة؟
هل سبق لك أن قضيت ساعات تدرس، ثم نسيت كل شيء أثناء الاختبار؟ أو ربما فهمت شيئًا ما على الفور لمُجرَّد أن أحدهم شرحه بطريقة مختلفة؟ هذه هي ببساطة قوَّة أساليب الدراسة، فهي تُؤثِّر بشكلٍ مُباشر على كيفيَّة استيعابنا للمعلومات وتخزينها واسترجاعها.
تلعب الطريقة التي يُفضِّلها دماغك لاستقبال المعلومات دورًا كبيرًا في مدى ثباتها في ذهنك. عندما تستخدم أسلوب دراسة يناسب أسلوب تعلُّمك الطبيعي، يصبح دماغك أكثر تفاعلًا. أنت لا تقوم فقط بالحركات، بل تُحلِّل المادة وتتواصل معها. هذا التفاعل العميق هو ما يساعد على نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى (حيث نُخزِّن المعلومات مؤقتًا) إلى الذاكرة طويلة المدى (حيث يُمكننا استرجاعها عند الحاجة مثل وقت الامتحان).
لنأخذ مثالًا. لنفترض أنَّك مُتعلِّم بصري. قد تشعر بالإرهاق عند قراءة صفحة مليئة بالنصوص، ولكن إذا قمت بتحويل نفس المحتوى إلى رسم تخطيطي ملون أو خريطة ذهنية، فجأة، يصبح الأمر منطقيًا ويعلق في ذهنك. ذلك لأنَّ دماغك يعالج الصور والعلاقات المكانية بفعاليَّة أكبر من النص الخام. وينطبق الأمر نفسه على المُتعلِّمين السمعيين، فالقراءة في صمت قد تبدو مهمة شاقة، لكن الاستماع إلى تسجيل صوتي أو التحدُّث بصوت عالٍ يجعل كل شيء واضحًا.
ما يحدث على المستوى العقلي هو أنَّ دماغك يُكوّن روابط عصبية أقوى. الأمر أشبه باتباع الطريق السريع بدلًا من الطريق الطويل والمٌتعرِّج. أنت تستخدم أجزاء دماغك المُهيَّأة والمستعدة لاستيعاب المعلومات بطريقة طبيعيَّة بالنسبة لك. هذا يؤدي إلى تركيز أفضل، وفهم أسرع، وفي النهاية تذكّر أفضل.
اقرأ أيضًا: شرح لينكد إن بالعربي للمبتدئين خطوة بخطوة!
أساليب الدراسة والأداء الأكاديمي في الأبحاث العلميَّة
إنّ فكرة اختلاف طرق التعلُّم ليست جديدة، فقد استكشف الباحثون لعقود كيف تُؤثِّر هذه التفضيلات في التعلُّم على الأداء. لكن المفاجأة تكمن في أنَّه بينما يُصرّ العديد من الطلاب على أسلوب دراستهم المُفضَّل، توصَّلت الدراسات العلميَّة إلى نتائج متباينة حول ما إذا كانت هذه الأساليب تُعزز الأداء الأكاديمي بشكل مباشر. ومع ذلك، هناك الكثير مما يُمكننا تعلُّمه من الأبحاث.
من أكثر النظريات شيوعًا هي نموذج VARK، الذي يُصنّف المتعلمين إلى أنواع بصريَّة، وسمعيَّة، وحركيَّة، وقراءة/كتابة. وقد أصبح هذا النموذج شائعًا في المدارس وبين الطلاب الذين يسعون لإيجاد أفضل طريقة للدراسة. ومع ذلك، تُظهر الأبحاث أنَّه على الرغم من أن الناس قد يُفضّلون أسلوبًا واحدًا، إلا أنه لا يوجد دائمًا دليل قاطع على أنَّ الدراسة وفقًا لهذا الأسلوب فقط يُحسّن الدرجات بشكل كبير في جميع المجالات.
فهل يعني هذا أنَّ أساليب الدراسة مُجرَّد خرافة؟ ليس تمامًا. ما تُظهره الدراسات باستمرار هو أنَّه عندما يكون الطُلَّاب أكثر وعيًا بكيفيَّة تعلمهم على أفضل وجه، فإنَّهم يميلون إلى الدراسة بفعاليَّة أكبر. هذا الوعي الذاتي - المعروف باسم "ما وراء المعرفة" - يُمكن أن يؤدي إلى استراتيجيات أفضل، وتحفيز أعلى، وأداء أقوى. الأمر لا يتعلَّق بإجبار جميع موادك الدراسية على أن تناسب نمطك بقدر ما يتعلَّق بإيجاد الأساليب الأنسب لما تتعلمه.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2020 في مجلَّة البحوث التطبيقيَّة في الذاكرة والإدراك أنَّ الطلاب الذين استخدموا مزيجًا من أساليب التعلم - مثل الأدوات البصريَّة، والاختبار الذاتي، والمناقشة - حقَّقوا درجات أعلى من أولئك الذين التزموا بأسلوب واحد فقط. وبالتالي، يشير البحث إلى أنَّ دمج استراتيجيَّات مُختلفة غالبًا ما يكون أكثر فعالية من الالتزام بأسلوب واحد.
ومن النقاط الأخرى التي تؤكِّد عليها الأبحاث العلميَّة هي أهميَّة التعلُّم النشط بغض النظر عن الأسلوب. سواء كنت بصريًا أو سمعيًا أو حركيًا، فإنَّ الأساليب السلبية مثل إعادة القراءة ليست بنفس فعالية الأساليب النشطة مثل التلخيص، أو تعليم الآخرين، أو اختبار نفسك، أو تطبيق ما تعلمته. بمعنى آخر، برغم أنَّ أساليب التعلُّم وحدها قد لا تضمن درجات أعلى، إلا أنَّ الاستراتيجيَّات التي تتوافق بطبيعتها مع أسلوبك يمكن أن تساعدك على التعمُّق أكثر، والتركيز أكثر، وحفظ معلومات أكثر.
اقرأ أيضًا: أفضل 10 مواقع لإنشاء عروض تقديمية Presentation
كيف يُؤثِّر أسلوبك سلبًا على درجاتك؟
هناك أمرٌ لا يدركه الكثير من الطُلَّاب وهو أنَّ التمسُّك المفرط بأسلوب دراستك المُفضَّل قد يعيقك أحيانًا، خاصةً إذا لم تتوافق طريقة دراستك مع نوع المادة التي تدرسها أو طريقة اختبارها. لنفترض أنك تُصنّف نفسك كمُتعلِّم حركي، أي أنّك تحب الأنشطة العمليَّة، والحركة، واستخدام الأشياء الماديَّة. هذا رائع! ولكن ماذا لو كان امتحانك اختبار اختيار من مُتعدِّد في مادة قراءة كثيفة؟ إذا لم تُدرّب نفسك أبدًا على الجلوس والقراءة وتدوين الملاحظات بفعالية، فقد يُعيقك أسلوبك عن نجاحك!
مثال شائع آخر هو عندما يعتمد المتعلمون السمعيون فقط على الاستماع مثل المحاضرات أو البودكاست دون تدوين ملاحظات مكتوبة أو مراجعة الرسوم البيانيَّة. قد يبدو هذا طبيعيًا، ولكن عندما يحين وقت تذكُّر تفاصيل مُعيَّنة أو البدء في الكتابة، قد تواجه صعوبة إذا لم تُعزِّز تعلمك بطرق أخرى.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أنَّ العديد من الأنظمة المدرسيَّة حول العالم لا تُراعي دائمًا تفضيلات الدراسة الفرديَّة. فالامتحانات على سبيل المثال، تميل إلى الاعتماد بشكلٍ كبير على قراءة وكتابة النصوص فقط. وبالتالي، إذا كنت تدرس بطريقة لا تُؤهلك لهذا النمط المُحدَّد من الدراسة، فقد تتأثَّر درجاتك، ليس لأنك لم تكن على دراية بالمادة، ولكن لأنَّك لم تتدرَّب على دراستها بالطريقة الصحيحة.
ولكن لا تقلق، فهذا لا يعني أنَّك طالب سيئ أو أنَّ أسلوب تعلمك خاطئ! هذا يعني فقط أنَّك بحاجة إلى أن التدرُّب على أساليب أخرى. بمعنى آخر، استخدم أسلوب تعلّمك، ولكن لا تدعه يُقيدك. اعتبره مسارك الطبيعي، ولكن كن مستعدًا لتغيير مسارك في أي وقت.
على سبيل المثال، لنفترض أنَّك تُفضّل الاستماع عن القراءة. ماذا ستفعل إذا لم يكن هناك أي مواد مسموعة للمحتوى الذي تريد دراسته، ولا يوجد فقط غير المراجع! هل ستتجنَّب دراسته لأنّه تُحب فقط الاستماع؟! في هذه الحالة، سيكون من الجيد تدريب نفسك على استيعاب المعلومات من خلال القراءة حتى تتقن ذلك الأسلوب مع الوقت.
اقرأ أيضًا: أفضل المواقع لتحميل الكتب والروايات العربية والعالمية
كيف تكتشف أفضل أسلوب دراسي لك؟
قد يكون لديك فكرة مُسبقة حول أفضل طريقة للتعلُّم، لكن تخصيص الوقت لفهم أسلوب دراستك بعمق يمكن أن يُحسّن من تجربة التعلُّم لديك بشكل كبير. الأمر أشبه باكتشاف بصمة تعلُّمك الخاصَّة بك، فهو يساعدك على اتخاذ خيارات أذكى حول كيفيَّة الدراسة، والأدوات التي تستخدمها، وكيفية الحفاظ على تركيزك وتحفيزك وبالتالي زيادة درجاتك. إليك كيفيَّة البدء في اكتشاف أسلوب دراستك الشخصي:
1. تأمل في نجاحات وصعوبات التعلُّم السابقة
تذكر موقفًا تعلمت فيه شيئًا بسرعة. ماذا كنت تفعل؟ هل كنت تشاهد فيديو، أم تقرأ كتابًا، أم تعمل على مشروع، أم تتحدَّث عنه مع صديق؟ الآن، تذكَّر موقفًا واجهت فيه صعوبة، كيف كنت تحاول التعلم حينها؟
يساعدك هذا النوع من التأمُّل على ربط أساليبك ونتائجك. إذا كنت تتذكَّر الأشياء دائمًا بشكلٍ أفضل عند كتابتها أو رسم المُخطَّطات، فقد يشير ذلك إلى تفضيلك للمشاهدة أو القراءة/الكتابة.
2. خذ اختبار أنماط التعلُّم
تتوفر العديد من الأدوات المجانيَّة عبر الإنترنت - مثل استبيان VARK - التي تساعدك في تحديد تفضيلاتك في التعلُّم. ومع أنَّه لا يوجد اختبار مثالي، إلا أنَّها قد توفر لك نقطة انطلاق فعّالة لتفهم أي أساليب الدراسة تناسبك، وقد تُؤكِّد أحيانًا ما كنت تشك فيه.
ومن المُهم أن تبحث عن أنماط في نتائجك. هل تميل بشدَّة إلى أسلوب واحد، أم أنَّك تميل إلى مزيج من الأساليب؟ بعض الأشخاص يعتمدون بشكلٍ واضح على البصري أو السمعي، بينما يعتمد آخرون على "تعدُّد الأساليب"، أي أنَّهم يستخدمون أساليب مختلفة حسب المُهمَّة وطبيعة المعلومات التي أمامهم.
3. جرّب كل أسلوب
ما هي أفضل طريقة لتأكيد أسلوب دراستك؟ ببساطة جرّبه. بالنسبة لمادة واحدة، جرّب الدراسة بعدة طرق مختلفة مثل:
أنشئ خريطة ذهنية.
سجّل نفسك وأنت تشرح الموضوع واستمع إليه.
دوّن ملخصات.
استخدم بطاقات تعليميَّة أو مثّل بعض المشاهد.
بعد ذلك، اسأل نفسك الأسئلة التالية:
أي طريقة ساعدتك على التذكُّر أكثر؟
أيها شعرت أنَّه الأسهل أو الأكثر متعة؟
أيهما ساعدك في شرحه لشخص آخر بوضوح؟
ومن خلال هذه التجارب الصغيرة، ستتمكَّن من معرفة أي أساليب الدراسة يناسبك أكثر!
4. اسأل نفسك: كيف تستوعب المعلومات بشكل طبيعي؟
عندما تتعلَّم خارج المدرسة، كيف تُفضّل التعلم؟ بعض الناس يذهبون مباشرةً إلى يوتيوب، والبعض الآخر يلتقطون كتابًا يقرأونه، لأفضل طريقة يتعلَّم بها عقلك، حتى عندما لا تُفكِّر في الأمر!
أفضل الطرق للدراسة بتركيز: كيف تنظم وقتك وتحسن الحفظ؟
إذا كنت تتساءل عن أفضل طريقة للدراسة بتركيز، فأنت لست وحدك. كثير من الطلاب يعانون من التشتت، وتأجيل المهام، وصعوبة الحفظ، لكن الحل يكمن في تبني عادات ذكية واستراتيجيات فعّالة. إليك مجموعة من طرق الدراسة الصحيحة وتنظيم الوقت التي ستساعدك على تحسين تركيزك، وتسريع الحفظ، وتحقيق نتائج دراسية مميزة.
1. إعداد جدول دراسي منظم
الجدول الدراسي هو الخطوة الأولى نحو النجاح الأكاديمي. من المهم أن تقسم يومك إلى فترات محددة للدراسة، والراحة، والطعام، والنوم، بحيث يكون لديك خطة واضحة لما ستقوم به خلال اليوم. التزامك بجدول ثابت يقلل من فرص التأجيل أو التشتت، ويساعدك على الدراسة بانتظام دون ضغط اللحظات الأخيرة. كما يُفضل أن تضع المواد الصعبة في الأوقات التي تكون فيها في قمة نشاطك الذهني، مثل فترة الصباح.
2. تهيئة بيئة دراسية مناسبة
مكان الدراسة يلعب دورًا كبيرًا في قدرتك على التركيز. احرص على اختيار مكان هادئ، جيد التهوية، ومضاء بشكل كافٍ، وخالٍ من المشتتات مثل التلفاز أو الهاتف المحمول. يمكنك تخصيص ركن ثابت في المنزل ليكون مكانًا للدراسة فقط، مما يرسل إشارات ذهنية لعقلك بأن هذا المكان مرتبط بالتركيز والعمل الجاد. الحفاظ على ترتيب المكتب وتنظيم أدواتك الدراسية يسهم أيضًا في تقليل الفوضى الذهنية وزيادة التركيز.
3. استخدام تقنية البومودورو
تقنية البومودورو تُعد من أفضل الأدوات لإدارة الوقت وزيادة الإنتاجية. تقوم على مبدأ العمل المركز لمدة 25 دقيقة، يتبعها استراحة قصيرة من 5 دقائق. بعد أربع جلسات، تأخذ استراحة أطول من 15 إلى 30 دقيقة. هذه الطريقة تمنع الإرهاق وتحافظ على نشاطك الذهني، حيث تمنحك فترات قصيرة لاستعادة طاقتك وتخفيف التوتر. كما أنها تساعدك على تقسيم المهام الكبيرة إلى وحدات صغيرة، مما يجعلها أكثر قابلية للإنجاز.
4. تطبيق أدوات الحفظ النشط
الحفظ التقليدي عن طريق التكرار قد يكون غير فعال في بعض الأحيان. أما أدوات الحفظ النشط مثل الخرائط الذهنية، والبطاقات التعليمية (Flashcards)، والتلخيص بأسلوبك الخاص، فتساعد على ترسيخ المعلومات بشكل أعمق. هذه الطرق تحفز أكثر من حاسة في وقت واحد، كما تعزز من قدرتك على الفهم وتحويل المعلومات المعقدة إلى صور ذهنية سهلة التذكر. يُنصح بمراجعة هذه الأدوات بانتظام لضمان استرجاع المعلومات بسهولة.
5. الحصول على قسط كافٍ من النوم
النوم ليس رفاهية، بل ضرورة بيولوجية لصحة الدماغ. خلال النوم، يعمل الدماغ على تثبيت المعلومات التي تم تعلمها خلال اليوم، كما يعيد شحن طاقته. قلة النوم تؤثر بشكل كبير على التركيز، وسرعة الحفظ، والقدرة على حل المشكلات. حاول أن تنام من 7 إلى 9 ساعات يوميًا، وتجنب السهر الطويل خصوصًا قبل الامتحانات، فالدراسة المتعبة دون راحة تفقدك القدرة على الاستيعاب.
6. المحافظة على الترطيب والتغذية الصحية
شرب كميات كافية من الماء ضروري للحفاظ على نشاط الدماغ، حيث أن الجفاف—even إن كان طفيفًا—يؤدي إلى التعب وفقدان التركيز. كذلك، تؤثر نوعية الغذاء على أداءك الذهني، فالأطعمة الغنية بالأوميغا 3 (مثل الأسماك والمكسرات)، والفواكه، والخضروات، تمد الجسم بالعناصر التي تحفز الذاكرة. تجنب تناول الوجبات السريعة أو السكر الزائد أثناء الدراسة، لأنها تؤدي إلى انخفاض الطاقة بعد فترة قصيرة.
7. تحديد أهداف واضحة لكل جلسة دراسية
من الضروري أن تدخل كل جلسة دراسية وأنت تعرف بالضبط ما الذي تنوي تحقيقه، سواء كان حفظ فصل معين، أو حل مجموعة من الأسئلة، أو مراجعة ملاحظات سابقة. وجود هدف واضح يساعد على توجيه تركيزك، ويمنحك شعورًا بالإنجاز عند إتمام المهمة. يمكنك أيضًا كتابة الهدف في ورقة صغيرة أمامك أثناء الدراسة كنوع من التحفيز البصري.
اقرأ أيضًا: أفضل 5 مواقع للتحضير لاختبار التوفل TOEFL
استعد لاكتشاف النسخة الأفضل من نفسك! الخطوة الأولى لتحقيق أهدافك تكمن في اتخاذ القرار بألاّ تبقى مكانك! تصفح مقالات تطوير الذات الآن
ختامًا، يُمكنك اعتبار أسلوب دراستك الخاص كخريطتك الخاصَّة التي تستخدمها للوصول لأهدافك الدراسيَّة. ومع أنَّه لا توجد وصفة سحريَّة تضمن لك النجاح الدراسي، إلا أنَّ فهمك لأفضل أسلوب دراسي يُناسبك سيُسهَّل عليك الأمر كثيرًا. فهو يساعدك على الدراسة بكفاءة أكبر، وحفظ المعلومات بشكل أفضل، واسترجاعها بسهولة في الامتحانات.
لذا، سواءً كنت مُتعلمًا بصريًا أو سمعيًا أو حركيًا أو عمليًا أو قارئًا مُتعمِّقًا أو مزيجًا من كل ذلك، فلا تتردَّد في اتِّباع أسلوب التعلُّم الفريد الخاص بك للحصول إلى أفضل نتائج دراسيَّة. وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في موقعنا حتى لا يفوتك أي جديد من مقالاتنا، ولا تتردَّد كذلك في الاطّلاع على المقالات السابقة ومشاركتها لتعم الفائدة!
اقرأ أيضًا: أفضل 7 مواقع لـ عمل استبيان إلكتروني !
اقرأ أيضًا: اكتشف أسرار تنمية مهاراتك الاجتماعية وبناء علاقات قوية
اقرأ أيضًا: هل تعاني من التسويف؟ إليك 10 تطبيقات للتخلّص من التسويف
المصادر: penprofile، rcl، uwslondon، vark-learn، ncbi
انضم الآن إلى منصة فرصة لتتمكن من التقديم على آلاف الفرص المجانية والحصول على أحدث الفرص فور صدورها.
مهندس ميكانيكا باور من مصر، أعمل على تصميم وتطوير أنظمة الطاقة والماكينات التي تعتمد على القوى الحركيَّة. لكن شغفي الحقيقي يكمن في البحث والكتابة، حيث أؤمن أنها وسيلة قوية لنقل الأفكار والتأثير في العالم من حولي.
دائمًا ما أسعى لإلهام الآخرين وتشكيل رؤيتهم حول مواضيع متنوعة مثل التكنولوجيا، الثقافة، العلوم، والتنمية الشخصية. لذلك، اخترت ملاحقة شغفي من خلال عملي في كتابة المقالات على موقع "فرصة"، إحدى أهم منصات صناعة المحتوى في الشرق الأوسط.