10 خطوات لتكتب مقترح رسالة ماجستير أو دكتوراه مقنع!
قد تشعر عند البدء في كتابة أطروحة الماجستير أو الدكتوراه وكأنَّك تقف على سفح جبل! تُحدّق في شيء ضخم وغير مألوف، وربما حتى مخيف بعض الشيء. قبل أن تبدأ التسلق، فأنت بحاجة إلى خطة محكمة، وهنا يأتي دور المُقترح البحثي. سواءً كنت تتقدَّم بطلب لبرنامج دراسات عليا، أو تسعى للحصول على تمويل، أو تستعد لإطلاق أطروحتك رسميًا، فإنَّ مقترحك هو أول شيء يجب أن تقوم به.
إنَّه فرصتك لإظهار أنَّ فكرتك ذات معنى وقابلة للتنفيذ وتستحق الاستكشاف، أو أنَّك الشخص المناسب للحصول على التمويل! لكنَّ كتابة مقترح رائع لا يقتصر على سرد موضوع وبعض المراجع فحسب، بل يتعلَّق بسرد قصة مُقنعة، وإظهار فهم عميق للموضوع، ووضع خطة عمل واضحة.
وفي هذا الدليل، سنرشدك عبر 10 خطوات أساسيَّة لمساعدتك في صياغة مقترح بحثي ليس سليمًا أكاديميًا فحسب، بل أيضًا مُقنعًا لحث المُراجعين على قبول رسالتك البحثيَّة.
اقرأ أيضًا: الدليل الشامل لكتابة الأطروحة الأكاديمية خطوة بخطوة
استكشف آفاقًا جديدة! التعلم عملية مستمرة لا تنتهي، وكما يحتاج الجسم إلى الغذاء لينمو ويقوى، يحتاج عقلك أيضًا إلى غذاء خاصّ به، وغذاء العقل هو القراءة والعلم. اكتسب ثقافة عامة من خلال مقالاتنا!
10 خطوات لكتابة مقترح رسالة ماجستير أو دكتوراه مُقنع
فيما يلي 10 خطوات لا غنى عنها لتكتب مقترح رسالة ماجستير أو دكتوراه لا يُمكن رفضه!
- فهم الغرض والمُتطلِّبات
- اختر موضوع بحثي مُهم
- قم بعمل مراجعة أوليَّة للأدبيات (Literature Review)
- حدِّد المشكلة التي يعالجها بحثك بوضوح
- تحديد أهداف وأسئلة بحثيَّة واضحة
- تطوير منهجيَّة سليمة
- ضع خطة عمل وجدول زمني واقعيين
- توضيح التأثير المُحتمل لبحثك
- اكتب مُقدِّمة وخلفيَّة قويَّة
- المراجعة والحصول على الملاحظات
الخطوة الأولى: فهم الغرض والمُتطلِّبات
قبل البدء بكتابة مقترح أطروحتك، تمهَّل وتأكَّد من فهمك التام لما هو مطلوب منك. اعتبر مقترحك بمثابة مُخطَّط لرحلتك البحثيَّة. أنت لا تكتب الأطروحة كاملةً بعد، بل تضع الأساس وتقنع الآخرين - مثل مشرفك أو لجنتك أو قسمك - بأهميَّة فكرة بحثك، وقابليتها للتحقيق، وقيمتها الأكاديمية.
إذًا، ما هو الغرض تحديدًا من مقترح الأطروحة؟
إثبات أنَّ موضوع بحثك جدير بالاستكشاف.
إظهار أنك فكرت فيه مليًا وأن لديك خطة واقعيَّة.
إثبات فهمك للأدبيَّات المُتوفِّرة.
تحديد كيفيَّة إجراء بحثك مثل الأساليب، والجدول الزمني، والتحديَّات المُحتملة.
ضع في اعتبارك أنَّ توقُّعات كل جامعة قد تختلف حول شكل مقترح الأطروحة، لذلك من المُهم أن تراجع الإرشادات الرسميَّة من موقع الجامعة وتحديدًا القسم الذي تنتوي الالتحاق به . على سبيل المثال، ابحث عن إجابات لأسئلة مثل:
هل هناك نموذج أو صيغة مُحدَّدة للمقترح البحثي؟
ما هو عدد الصفحات المطلوب؟
ما هي الأقسام المطلوبة مثل المُلخَّص، مراجعة الأدبيَّات، المنهجية؟
هل هناك مواعيد نهائيَّة أو إجراءات رسمية للتقديم؟
من المسؤول عن الموافقة عليه؟
ومن المُهم كذلك أن تقرأ بعض المقترحات السابقة المُتاحة على موقع الجامعة حيث سيمنحك هذا فكرة واضحة عمَّا هو ممطلوب منك من حيث المحتوى والأسلوب.
اقرأ أيضًا: تعرف على الفرق بين الماجستير المهني والماجستير الأكاديمي
الخطوة الثانية: اختر موضوع بحثي مُهم
تُعدّ هذه الخطوة من أكثر الخطوات أهميةً في رحلتك البحثيَّة بأكملها، حيث سيبقى موضوع أطروحتك معك لأشهر، وربما لسنوات. لذا اجعله مُجديًا ومتوازنًا بين ما هو جديد وما هو قابل للتنفيذ!
في البداية، ابحث عن الثغرات أو الفجوات في الأبحاث الحالية، فالأطروحة الجيدة لا تُكرر ما فعله الآخرون فحسب، بل تبني عليه. لذلك، تعمَّق في المقالات العلميَّة الحديثة، واحضر الندوات، واستكشف قواعد البيانات الإلكترونية، ثم ركِّز على المجالات التي لم تُستكشف بالكامل أو الأسئلة التي لا تزال دون إجابة.
بعد ذلك، فكّر في مدى واقعيَّة فكرتك البحثيَّة. هل موضوعك مرتبط بمشاكل واقعيَّة؟ هل يُمكن لبحثك أن يُحدث فرقًا في مجالك المهني أو المجتمعي أو الأكاديمي؟ هذا مهمٌّ بشكل خاص إذا كنت تخطط للحصول على تمويل أو تأمل في أن يكون لبحثك تطبيقات عمليَّة.
وبالطبع يجب أن تكون واضحًا مع نفسك بشأن قدرتك على الوصول إلى البيانات والموارد والأدوات اللازمة لاستكشاف هذا الموضوع. هل يمكنك إكماله في الوقت المُتاح لديك؟ لا شكََ أنَّ الشغف أمرٌ رائع، ولكن يجب أن يكون مُقترحك واقعيًا أيضًا.
اقرأ أيضًا: ما هي أنواع درجات الماجستير؟ وكيف تختار تخصص الماجستير المناسب؟
الخطوة الثالثة: قم بعمل مراجعة أوليَّة للأدبيات (Literature Review)
بعد اختيارك لموضوع يثير اهتمامك، حان الوقت للتعمق في النقاش الأكاديمي الدائر حوله، هنا يأتي دور مراجعة الأدبيَّات. لا تُعد مراجعة الأدبيَّت مُجرَّد مُلخَّص لبعض المقالات التي قرأتها، بل فكّر فيها كوسيلة لتحديد ما هو معروف بالفعل، وما لا يزال قيد النقاش، وأين يمكن لبحثك أن يُسهم إسهامًا حقيقيًا.
إليك كيفيَّة القيام بمراجعة الأدبيَّات بالطريقة الصحيحة:
1. ابحث في قواعد البيانات
ابدأ بقواعد البيانات الأكاديميَّة مثل Google Scholar، وJSTOR، وScopus، أو بوابة مكتبة جامعتك. استخدم كلمات مفتاحيَّة مرتبطة بموضوعك، ولا تنسَ مراجعة المراجع في الأوراق البحثيَّة المفيدة - فهي غالبًا ما تقودك إلى مصادر قيّمة أخرى.
2. حدّد المواضيع والنقاشات الرئيسيَّة
أثناء القراءة، حاول رصد الأنماط. هل يتفق الباحثون على نقاط معينة؟ هل هناك جدل أو مجال لا يزال غامضًا؟ قسّم الدراسات حسب الموضوع أو المنهج أو النتيجة لتكوين صورة أوضح عن المجال.
3. ابحث عن الثغرات
هذا هو جوهر مراجعة الأدبيَّات. أنت تبحث عن ما ينقصك مثل أسئلة بلا إجابات، ووجهات نظر مهملة، أو افتراضات قديمة. هنا يأتي دور مقترح بحثك ليقول: "إليكم كيف أخطط للمساعدة في سد هذه الفجوة".
5. استخدم أسلوبك.
عند كتابة مراجعتك، لا تكتفِ بربط الاقتباسات معًا. أظهر فهمك للمجال وقدرتك على التعامل معه بشكل نقدي. استخدم عبارات مثل "بينما يزعم الباحث أ (2020) أنَّ ...، يُقدِّم الباحث ب (2021) وجهة نظر مختلفة ...". هذا من شأنه أن يُظهر أنَّك تدخل في حوار أكاديمي وتبدي تعليقك على الموضوع
اقرأ أيضًا: ما هي أهمية دراسة الماجستير؟ 10 أسباب تدفعك لاتخاذ هذه الخطوة
الخطوة الرابعة: حدِّد المشكلة التي يعالجها بحثك بوضوح
بعد فهمك العميق لما تم إنجازه سابقًا، حان الوقت لتركيز انتباهك وتحديد مشكلة البحث التي ستتناولها أطروحتك بوضوح. هذه الخطوة بالغة الأهمية، فهي أساس مقترحك البحثي بأكمله. فالمشكلة المُحدَّدة جيدًا تُظهر أن بحثك يتسم بالتوجيه والعمق والهدف.
إذًا، ما هي مشكلة البحث؟ في جوهرها، هي الموضوع أو السؤال المُحدَّد الذي سيتناوله بحثك. إنَّها ما تحاول حله أو فهمه أو استكشافه. بدونها، قد تبدو أطروحتك غامضة، وهذا بالضبط ما تريد تجنبه.
على سبيل المثال، بدلًا من قول: "أريد دراسة تغير المناخ"، يمكنك أن تقول: "أريد التحقيق في كيفيَّة تأثير جزر الحرارة الحضريَّة على استهلاك الطاقة في المدن متوسطة الحجم في جنوب أوروبا". هل لاحظت الفرق؟ يساعد التحديد القُرَّاء والمراجعين على فهم موضوع بحثك بسرعة.
علاوةً على ذلك، هل تذكر تلك الفجوات البحثيَّة التي حدَّدتها في الخطوة السابقة؟ حان الوقت لتحويل إحداها إلى بيان مشكلة مُفصَّل. على سبيل المثال: "على الرغم من تزايد الأبحاث حول التعلم عبر الإنترنت، إلا أنَّنا لا زلنا لا نعرف الكثير عن كيفيَّة تأثيره على تحفيز الطلاب في المدارس الثانويَّة".
ولا تنسَ أنَّ أهم شيء هو أن تكون المشكة البحثيَّة التي ستحلها ذات أهميَّة. اسأل نفسك: "لماذا يجب على أي شخص أن يهتم بهذا؟" إذا استطعت شرح أهميَّة الأمر بوضوح، فأنت على الطريق الصحيح!
اقرأ أيضًا: كل ما تريد أن تعرفه عن دراسة الماجستير عن بعد
الخطوة الخامسة: تحديد أهداف وأسئلة بحثيَّة واضحة
بعد تحديد المشكلة البحثيَّة، تأتي الخطوة التالية لتحويلها إلى أهداف واضحة وقابلة للتنفيذ. وهنا يأتي دور أهداف وأسئلة بحثك، فهي بمثابة خارطة الطريق التي تُرشد القارئ بدقة إلى ما تسعى إلى تحقيقه وكيف تُخطط للوصول إليه. فكّر في الأمر بهذه الطريقة:
المشكلة البحثيَّة هي ما يثير فضولك.
الأهداف هي ما تسعى إلى فعله حيالها.
الأسئلة البحثيَّة هي الألغاز المُحددة التي تحاول حلها.
بالنسبة للأهداف، يجب أن تكون مُحدَّدة وواقعيَّة وقابلة للقياس، ويجب أن يكون لديك من هدفين إلى أربعة أهداف رئيسيَّة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يرتبط كل هدف منها مباشرةً بمشكلة بحثك.
أما عن الأسئلة البحثيَّة، فهي بساطة الأسئلة الدقيقة التي سيحاول بحثك الإجابة عليها. يجب أن تتوافق هذه الأسئلة مع أهدافك مباشرةً، حيث يُمكنك اعتبارها الجانب الاستقصائي من خطتك.
على سبيل المثال، إذا كان بحثك يدور حول التعليم عبر الإنترنت وتحفيز الطلاب، يُمكن أن تكون أسئلتك مثل:
كيف يؤثر تصميم منصات التعلم عبر الإنترنت على تحفيز الطلاب؟
ما هي التحديات التحفيزيَّة التي يواجهها طلاب المدارس الثانويَّة في بيئات التعليم عبر الإنترنت؟
ما هي الممارسات التي يتبعها المعلمون الناجحون عبر الإنترنت للحفاظ على تفاعل الطُلَّاب؟
اقرأ أيضًا: تعرف على أشهر تخصصات ماجستير إدارة الأعمال
الخطوة السادسة: تطوير منهجيَّة سليمة
يُركّز قسم المنهجيَّة على خطتك البحثيَّة بما في ذلك الأدوات والتقنيَّات التي ستستخدمها والخطوات التي ستتبعها لإجراء بحثك. سواءً كنتَ ستتبع المنهج الكمي أو النوعي أو مزيجًا منهما، يجب أن يُقنع هذا القسم قرّاءك بأن خطتك منطقيَّة وقابلة للتنفيذ وملائمة.
أولًا: اختر تصميم بحثك.
اسأل نفسك: هل سيتضمَّن بحثك استبيانات؟ مقابلات؟ تجارب؟ دراسات حالة؟ تحليل أرشيفي؟ تُجدي الأساليب الكمية نفعًا إذا كنتَ تختبر العلاقات بين المتغيرات أو تُحلّل بيانات رقميَّة (مثل التحليل الإحصائي لنتائج الاختبارات). أما الأساليب النوعيَّة فتُعد أفضل لاستكشاف التجارب أو وجهات النظر.
ثانيًا: اشرح أساليب جمع البيانات.
كن واضحًا بشأن مصدر وكيفيَّة الحصول على بياناتك من خلال الإجابة على الأسئلة التالية:
هل ستُوزِّع استبيانات عبر الإنترنت؟
هل ستُجري مقابلات وجهًا لوجه؟
هل ستصل إلى مجموعات بيانات ثانوية؟
هل ستراقب السلوك في بيئة طبيعيَّة؟
لا تكتفِ بوصف الأسلوب، بل اشرح لماذا يُعدّ أفضل طريقة للإجابة على أسئلة بحثك المحددة.
ثالثًا: حدّد خطة تحليل البيانات
بعد حصولك على البيانات، كيف ستفهمها؟ إذا كنت تستخدم بيانات كمية، فتحدث عن الأدوات الإحصائية والبرامج (مثل SPSS أو Excel)، والاختبارات التي ستُجريها. إذا كانت بيانات نوعية، فاشرح كيفية ترميز الإجابات وتفسيرها، رُبَّما من خلال التحليل الموضوعي أو تحليل المحتوى.
اقرأ أيضًا: أشهر 10 منح ماجستير إدارة الأعمال للدراسة مجاناً!
الخطوة السابعة: ضع خطة عمل وجدول زمني واقعيين
بعد أن حدَّدت الموضوع والمشكلة البحثيَّة والأسئلة والمنهجيَّة، الآن يأتي الجزء الذي غالبًا ما يغفل عنه الكثيرون ولكنَّه ضروري للغاية، وهو وضع خطة عمل وجدول زمني واضح. يظهر كلٌ من خطَّة العمل والجدول الزمني المدروسان جيدًا أنَّك قد فكرت مليًا في الجانب العملي لمشروعك. وهذا يُطمئن مشرفك أو لجنتك أو مجلس التمويل بأنَّك لن تبدأ بقوة ثم تُنهك في منتصف الطريق.
أولًا: قسّم أطروحتك إلى مراحل.
فكّر في بحثك كرحلة تتضمن مراحل مُختلفة على طول الطريق، وتشمل هذه المراحل ما يلي:
إنهاء مراجعة الأدبيَّات
تصميم أدوات جمع البيانات (مثل الاستبيانات أو أدلة المقابلات)
جمع البيانات
تحليل البيانات
كتابة كل فصل
المراجعة والتحرير
ومن المُهم أن تكون واقعيًا عند كتابة خطة العمل والجدول الزمني، فقد تشعر بالحماس الآن وتعتقد أنك ستُنهي كل شيء في وقت قياسي. لكنَّ الأمر ليس كذلك دائمًا. لذلك، من المُهم أن تُخصِّص وقتاً إضافيًا لأي تأخيرات مُحتملة.
اقرأ أيضًا: دليلك الشامل لدراسة الدكتوراه في بريطانيا
الخطوة الثامنة: توضيح التأثير المُحتمل لبحثك
يجب أن يتجاوز مقترح الأطروحة مُجرَّد كونه وصف لعمليَّة البحث، حيث يجب أن يشرح بوضوح سبب أهميَّة البحث. هذه هي فرصتك لإظهار الأهميَّة الأوسع لعملك وتسليط الضوء على التأثير الذي يمكن أن يحدثه، أكاديميًا وعمليًا.
ابدأ بتحديد كيفية مساهمة دراستك في مجال تخصصك: هل تملأ فجوة بحثيَّة؟ هل تقدم منظورًا جديدًا؟ هل تقدم أدلة جديدة تدعم النظريات الموجودة أو تتحداها؟ يريد المراجعون أن يروا أنَّ عملك له جوهر ولا يكرر ما هو معروف بالفعل.
بعد ذلك، اربط بحثك بالنتائج الواقعيَّة وكن مُحدَّدًا. أظهر كيف يمكن أن تحدث نتائجك فرقًا ذا مغزى لمجموعة معينة أو مهنة أو تحدٍ مجتمعي. ضع في اعتبارك أيضًا القيمة طويلة المدى، مثل هل يمكن أن تفتح دراستك أبوابًا لأبحاث مستقبلية، أو تثير نقاشات جديدة، أو تؤدي إلى حلول عملية في مجالات غير مستكشفة؟
بالطبع لست بحاجة إلى أن تعد بثورة معرفيَّة أو تقنيَّة، فقط تحدث بصدق ووضوح عن القيمة التي تأمل أن يقدمها عملك. هذا القسم ليس عن التباهي، بل يتعلَّق بإظهار أن بحثك ذو صلة وضروري ويستحق الاستثمار فيه.
اقرأ أيضًا: أهم منح دراسة الماجستير في السعودية للأجانب المقيمين وغير المقيمين
الخطوة التاسعة: اكتب مُقدِّمة وخلفيَّة قويَّة
المقدمة هي الانطباع الأوَّل الذي تتركه، وكما هو الحال مع جميع الانطباعات الأولى، فهي بالغة الأهمية، حيث تُمهّد الطريق، وتُعطي القارئ فكرة واضحة عن موضوع بحثك، وتُوضّح أهميته.
ابدأ بجملةٍ أو جملتين تجذبان الانتباه، حيث يمكنك تسليط الضوء على إحصائيةٍ مُذهلة، أو حقيقةٍ مُفاجئة، أو اقتباسٍ مؤثرٍ يتعلق بموضوعك. على سبيل المثال: "على الرغم من التوسُّع السريع في التعليم عبر الإنترنت، لا تزال مُعدلات التسرب الدراسي مرتفعةً بشكلٍ مُقلق - في بعض الحالات، تتجاوز 50%." الآن، قد أثارت فضول القارئ بشكلٍ كبير!
بعد ذلك، اشرح الموضوع البحثي بلغةٍ واضحةٍ وبسيطةٍ وخاليةٍ من المصطلحات، فحتى غير المتخصصين يجب أن يفهموا ما تتحدث عنه، لذلك كن مُختصرًا ومُوجَّهًا. على سبيل المثال: "تستكشف هذه الدراسة التحديَّات التحفيزية التي يواجهها طلاب المرحلة الثانوية في بيئات التعلُّم عبر الإنترنت"
وأخيرًا، قدّم لقارئك خلفيَّة كافية لفهم أهمية هذا الموضوع. صف بإيجاز ما هو معروف بالفعل وما هي الفجوات البحثيَّة، ولماذا من المهم سدّها. على سبيل المثال: "على الرغم من أنَّ العديد من الدراسات تناولت التعلم عبر الإنترنت في التعليم العالي، إلا أن هناك أبحاثًا محدودة تُركّز تحديدًا على مستوى المرحلة الثانوية، وخاصةً في المناطق الريفيَّة."
اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن منح الماجستير في جامعة هاسيلت في بلجيكا
الخطوة 10: المراجعة والحصول على الملاحظات
إنَّ كتابة مقترحك البحثي ليست سوى نصف الرحلة، أمَّا أفضل النتائج تكمُن في المراجعة. لذلك، فإنَّ الخطوة الأخيرة هي التأكُّد من أن مقترحك واضح ومتماسك ومُقنِع، وهذا يعني جولات متعددة من الملاحظات والمراجعة.
أولًا: أعد قراءة المقترح البحثي
بعد كتابة مسودتك الكاملة، خذ استراحة قصيرة. اتركها ليوم أو يومين، ثم عد إليها بنظرة جديدة. ستلاحظ أشياءً فاتتك تمامًا من قبل مثل عبارات غير مفهومة أو حجج غير واضحة أو حتى أخطاء مطبعيَّة.
ثانيًا: تحقَّق من التسلسل المنطقي
هل ينتقل مقترحك البحثي بشكل منطقي من قسم إلى آخر؟ هل ترتبط أهدافك بوضوح بمشكلة بحثك؟ هل منهجيَّتك منطقيَّة في ضوء أسئلتك؟ إذا شعرتَ بشيء غير طبيعي، فثق بحدسك وأصلحه.
ثالثًا: حسّن كتابتك.
من الأفضل دائمًا اختصار الجمل الطويلة في المقترح البحثي، واستبدال الكلمات المبهمة بكلمات مُحدَّدة وواضحة. وبالطبع تأكَّد من استخدامك للغة أكاديميَّة احترافيَّة، ولكن ليس لدرجة أن يصعب قراءتها. يُمكنك الاستعانة بأدوات مثل Grammarly أو Hemingway Editor لمساعدتك في الكتابة الاحترافيَّة، ولكن لا تعتمد عليها وحدها، فأسلوبك أهم!
وفي النهاية، اسأل نفسك الأسئلة التالية:
هل جميع الأقسام كاملة ومُصنّفة بوضوح؟
هل التنسيق صحيح (الخط، الهوامش، المسافات)؟
هل راجعت القواعد والإملاء جيدًا؟
هل اتبعت أي إرشادات خاصَّة بالجامعة؟
ابدأ في تحسين حياتك المهنية والشخصية الآن! اقرأ المزيد من المقالات المميزة في مجال التحفيز وتطوير الذات على منصّة تعلّم. تصفح مقالات تطوير الذات
ختامًا، كما وضَّحنا في المقال، فإنَّ مقترح أطروحتك ليس مُجرَّد إجراء شكلي، بل هو أساس رحلتك البحثيَّة بأكملها. وبالتالي، فإنَّ كتابته باحتراف يعني منح نفسك نقطة انطلاق واثقة للعمل البحثي الذي ينتظرك.
من خلال تحديد موضوعك بوضوح، وصياغة أسئلة بحثيَّة قوية، وبناء هيكل منطقي، وتوضيح الأثر المحتمل لدراستك، فأنت لا تكتب مُقترح فحسب، بل تبني الثقة مع مشرفك ولجنتك البحثيَّة.
وبالطبع، لا تتردَّد في المراجعة وطلب الملاحظات والتقييم من الآخرين لتعديل أي خطا قد يراه البعض. وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في موقع فرصة حتى لا يفوتك كل جديد من مقالاتنا في مُختلف المجالات، ولا تتردد كذلك في مشاركتها مع الأهل والأصدقاء حتى لا تقف الفائدة عندك.
اقرأ أيضًا: أفضل منح ماجستير الهندسة في إيطاليا
اقرأ أيضًا: أفضل 7 منح الماجستير في إدارة الأعمال والقانون
اقرأ أيضًا: أهم منح ماجستير في سويسرا
المصادر: thegearconsulting، findaphd، prospects
انضم الآن إلى منصة فرصة لتتمكن من التقديم على آلاف الفرص المجانية والحصول على أحدث الفرص فور صدورها.
مهندس ميكانيكا باور من مصر، أعمل على تصميم وتطوير أنظمة الطاقة والماكينات التي تعتمد على القوى الحركيَّة. لكن شغفي الحقيقي يكمن في البحث والكتابة، حيث أؤمن أنها وسيلة قوية لنقل الأفكار والتأثير في العالم من حولي.
دائمًا ما أسعى لإلهام الآخرين وتشكيل رؤيتهم حول مواضيع متنوعة مثل التكنولوجيا، الثقافة، العلوم، والتنمية الشخصية. لذلك، اخترت ملاحقة شغفي من خلال عملي في كتابة المقالات على موقع "فرصة"، إحدى أهم منصات صناعة المحتوى في الشرق الأوسط.